ما حقيقة العلاقة بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجال ؟

هل سئمتَ مِن مشاكل غدّة البروستات وعدم قدرتكَ على النّومِ بشكلٍ هانئ نتيجةً لاستيقاظك لمرّات عديدة ليلاً مِن أجل التبوُّل، وانعِدام قدرتكَ على إفراغ مثانتك بشكلٍ تامّ ؟. إن كنتَ تفكّر في زيارةِ الطبيب لِمساعدتك، لكنكَ تشعر بالتردُّد نتيجة لما سمعته من محيطكَ حول وجود عَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجل، هذه الأدويَة التي يصفها الأطبّاء بِكثرة لِعلاج ضخامة البروستات الحَميدة؛ فلا تقلَق. لأنّنا خصَّصنا موضوعنا اليَوم لِلحديث عن هذه المَقولات، وتحرّي مدَى صحّتهَا من عَدمِه. تابِع معنَا…

ما هِي حاصرات ألفا، وسرّ العَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب ؟

تُعتبَر حاصِرات ألفا إحدى فئَات الأدوِية المستخدَمة لعلاج ارتِفاع ضغط الدّم، حيث تساهِم في إرخَاء جدرَان الأوعية الدّمويّة، وتسهِيل جريان الدّم عبرهَا. كما ويمكنهَا أن تخفّف من أعرَاض ضخامة البروستَات الحمِيدة. إلّا أنّه وعلى الرّغم من شهرتهَا وفوائدهَا هذه، توجَد بعض المقولات التي تتحدَّث عن وجود ارتِباط ما بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجَال، الأمر الذي سنعرِف المزيد عن حقيقتهِ في الفقرات التّالية من موضوعنَا هذا.

وكمثال على حاصرات ألفا لدينا أدوِية دوكسازوسين (Doxazosin) وتيرازوسين (Terazosin). بالإضافة إلى دَواء برازوسين (Prazosin) الذي قَد تصَادِفه تحت الاسمِ التّجارِي مينيبريس (Minipress)، والذي تنتِجهُ شركة فايزر الأمريكيّة.

الاسم العِلمِي	برازوسين (Prazosin)
تصنِيف الدّواء	خافِضات ضَغط الدّم من فئة حاصِرات ألفا (Alpha Blockers)
الاستخدِام الشّائِع	لِتدبير ارتِفاع ضَغط الدّم أو ضخامة البروستَات الحمِيدة

مكوّنَات أدوية حاصِرات ألفا

إنّ حاصِرات ألفا بحدّ ذاتها، هي المَواد الفعّالَة الأبرَز في العدِيد من أدوِية علاج ارتفَاع الضّغط، أو ضخَامة البروستَات التي تندرِج تحت هذِه الفئَة. حيث تقوم بوظيفتها في تخفيض ضغط الدّم، عبر إعَاقة تنشِيط مستقبلات ألفا المَوجودة على خلايا جدرَان الأوعِية الدّموِية. ممّا يسبّب استرخَاء جدرَان هذه الأوعِية، وبالتالي انخِفاض ضَغط الدّم. كما أنّها تساهِم في إرخَاء عضَلات غدّة البروستَات وعنق المَثانة. ممّا قَد يسهّل مرور البول، عند مَن يعانُون من ضَخامة هذه الغدّة.

العَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب

يتخوَّف كثير مِن الرّجَال الذين يعانُون من أمرَاض البروستات أو ارتِفاع الضغط من استخدام الأدوِية الموصُوفة لهم والحَاوية على حاصرات ألفا. وذلِك نتيجةً لِوجود العدِيد من القصَص حول وجودِ علاقةٍ ما بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجَال.

وفي هذه الفقَرة حاولنا أن نستعِين ببعض الدّراسَات العلميّة، لعلّنا نصل إلى نتيجة نهائيّة فيما يخصُّ حقيقة هذه العَلاقة. لكن فِي ظلّ شَحّ الأبحاث العلميّة الحَديثة التي استهدفَت بشكلٍ خاصّ حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجُل، اضطررنَا إلى اللّجوء إلى بعض الدّراسَات القديمَة نسبِياً.

ففي إحدَى الدّراسات التي نُشِرَت في عام 1996، والتي أجرِيَت على عددٍ من مرضَى ضخامة البروستات الحَميدة، الذين تلقّوا العِلاج بألفازوسين (وهو أحد حاصرات ألفا) لِمدّة عامٍ واحِد. أشارَ الباحِثون إلى وجود تحسُّن مَلحوظ في رضى هؤلاء المَرضى عن الحَياة الجّنسِيّة بعد 12 شهراً من العِلاج بألفازوسين، إلّا أنَّ هناكَ علاقةً ما بين درجة التحسُّن وعمر المرِيض.

وفي إحدَى الدّراسَات الأخرَى التي نشرت في عام 1998، والتي حَاول الباحثون من خلالها مَعرفة الدّور المحتمَل لحاصرات ألفا الفمويّة، عند استخدامها بالمشاركة مع الحُقَن داخل الأجسَام الكهفية. وذلك عند الرّجَال الذين يعَانون من ضعف الانتِصاب، ممّن لم تفلِح الحُقَن داخِل الأجسام الكَهفية في عِلاج هذه المشكِلة لديهم. توصّل البَاحثون إلى أنّ إضَافة حاصِرات ألفا الفمويّة إلى العِلاج، قد تجلِب معهَا تأثيرات مفِيدة لمرضى ضعف الانتِصاب، ممّن لم ينجَح علاجهم بِاستخدام الحقن داخِل الأجسام الكهفية وحدَها.

كما ويَعتقدُون أيضا بأنَّ هذه الاستِجابة، لربّما قد تكون ناتجة عن التأثيرات التآزرية في كلّ من توسِيع الأوعِية الدّمويّة، وكَبح التثبيط الودّي للانتصاب.

وفي ختامِ حديثنَا عن العَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب في هذه الفقَرة. سنستعين بإحدَى الدّراسَات العلميّة التي أجرِيَت في مصر بين عامَي 2010 و2011. والتي توصّلت إلى أنّ استخدَام كبسولَات تامسولوسين هيدروكلوريد (وهي أحد حاصِرات ألفا)، قد أظهَر تحسُّناً ملحوظَاً في الوظيفة الانتِصابيّة، الرّغبَة الجّنسيَّة، ودرجَة الرِّضا عن الجّماع. بين المَرضى الذين يعانُون من أعرَاض المجاري البوليّة السّفليَّة، الناتِجة عن ضخَامة البروستَات الحمِيدة.

إذاً، هل ستنعكس العَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب على الحَياة الجّنسِيّة، سَلباً أم إيجاباً ؟

أظهَرت الدّرَاسات التي استعنّا بِها في الفقرة السّابِقة بعض التأثِيرات الإيجابيّة لِلعلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرّجُل. لكن وعلى الرّغم من ذلك، ما زَال هذا الأمر بحاجةٍ إلى المَزيد من الأبحَاث العلميّة الموثُوقة لِتأكيده أو نفيه؛ في ظلّ اعتِقاد بعض الأطبَّاء بما يعاكِس ذلك.

حيث وجدَت إحدى الدّراسَات التي نشِرَت في عام 2020، أن بعض أنواع حاصِرات ألفا، قد تسبّب في حالات نادرَة ما يعرَف بِالقسَاح. وهو انتِصاب مطوّل قد ينتُج عنهُ تلف في بعض أنسِجة العضو الذّكرِي، ممّا قد يُحدِث ضعفاً في الانتِصاب.

دواعِي استخدَام حاصِرات ألفا

بعد أن اطّلعنا على العديد من النّقَاط الهامّة فيما يخصُّ العَلاقة ما بين حاصرات ألفا والانتصاب عند الرَّجل، سنتعرَّف على بعض مِن أبرَز دواعِي استخدام حاصِرات ألفا. والتي عَادةً ما تستخدَم لِعِلاج ارتفَاع ضغط الدّم، كما قَد يصفَها الطّبيب في الحَالات التّالية:

• ورَم القواتِم.
• مُتلازِمة رينو.
• تضخُّم غدّة البروستَات الحَميد عند الرّجَال.

التأثِيرات الجَّانبية لِحاصرات ألفا

قد يواجِه مستخدمُو الأدوية الحَاوية على حاصِرات ألفا العَديد من التأثيرَات الجانبيّة. وفيما يلِي إليك بعضاً من أبرزهَا:

• التّعَب.
• النّعَاس.
• الدّوخَة.
• الصّدَاع.
• انخِفاض ضَغط الدّم.
• الشّعُور بخفقَان القَلب.
• القُسَاح (انتِصاب مطوَّل).

طريقة استخدَام حاصِرات ألفا

في خِتام موضوعنَا لِليوم، والذي تحدّثنا فيه باستِفاضة عن العَلاقة ما بين الأدوية الحَاوية على حاصرات ألفا والانتصاب عند الرَّجل، سنلقِي نظرَة سريعَة على طريقة استخدامهَا، والتي قد تختلِف ما بين دَواء وآخر ضمن هذِه الفِئة. (مع تأكيدنَا على ضرورة الالتِزام بما يملِيه عليك طبيبكَ فيما يخصّ طرِيقة الاستخدَام، الجّرعَة، وغير ذلِك).

فعلى سبيل المثال، بالنّسبة لِدواء برازوسين (Prazosin) الذي قد تصادِفه تحت الاسم التّجارِي مينيبريس (Minipress)، قَد تكون الجّرعَة كما يلي:

• عند تَدبير ارتِفاع ضَغط الدّم:

قد يُعطى بِجرعة بدئِيَّة 0.5 ملغ لِمرّتين يومياً، وحتّى 1 ملغ لِمرّتين أو ثَلاث مرّات يوميّاً. وجرعَة الصّيانة المعتادَة هي 3 ملغ وحتّى 20 ملغ فِي اليوم، مقسّمَةً على عدّةِ جرعات.

• عند تدبِير تضخُّم البروستات الحَميد:

قد يُعطَى بجرعة بِدئيَّة 5  ملغ لِمرّتين يومياً ولِمدّة 3 إلى 7 أيام، لِيتم تعديلهَا فيما بعد وفقاً للاستِجابة السّريريَّة. أمّا جرعَة الصّيانة المعتادَة فهي 2 ملغ ولِمرتين يوميّاً.

حيث يتم ابتِلاع هذه المَضغوطات عن طرِيق الفَم، مع شرب كمّيَّة كافِية من المَاء، سواء مع الطّعام أو بِدونه.