العلاقة ما بين الدوبامين والانتصاب !

غالباً ما يشارُ إلى التستوستيرون على أنّه مصدرُ الرّغبةِ الجنسيّة الوحيدة لدى الذّكور، في حين أنَّ الأمرَ ليس كذلك. فالجهازُ العصبيّ يلعبُ دوراً هامّاً أيضاً، حيث تؤثّرُ ثلاثة نواقلٍ للجهاز العصبيّ على الصّحّةِ الجنسيّةِ للرجال، بما فيها الدوبامين، الغلوتامات، والسيروتونين. يُساهِم الدّوبامين بالتّحكّمِ في مراكز المتعَة والمكافأةِ في الدِّماغ، علاوةً على ذلك، يلعبُ دوراً هامّاً في العديدِ من وظائفِ الجسم، بما في ذلك الذّاكرة، الحركة، التّركيز، وغيرها. كما يرتبط بالحالة العاطفيّة أيضا، لكن هل يؤثرُ على الجنسِ حقاً! وهل هناكَ علاقة بين الدوبامين والانتصاب ! هذا ما سنعرفهُ في هذا المقال. تابع القراءة..

ماهو الدوبامين

الدوبامين هو نوعٌ من النّواقلِ العصبيّة أحاديّة الأمين، يصنعهُ الجسم ويستخدمهُ كـ ناقلٍ عصبيٍّ لنقلِ الرّسائل بين الخلايا العصبيّة. وذلك من أجلِ القيام بوظائفَ فيزيولوجيّة عديدةٍ، لا سيّما انتصاب العضوِ الذّكريّ. يعملُ الدوبامين أيضاً كـ هرمون، فهو أحدُ الكاتيكولامينات الرّئيسيّةِ في الجسم التي تتضمّنُ الأدرنالين، النورأدرينالين، إضافةً إلى الدوبامين. يتمّ صنعُ هذه الهرمونات بواسطةِ الغدّة الكظرية (غدّة صغيرةٌ على شكل قبّعةٍ تقع فوقَ الكلية) والدّماغ، وتعملُ جميعها على رفع ضغطِ الدّم وزيادةِ عدد ضرباتِ القلب. من جهةٍ أخرى يعتبرُ الدوبامين أيضاً هرموناً عصبيّاً يتحرّرُ من الوطاء. يتوفّرُ في الصّيدليات تحتَ اسم تجاري إنتروبين (Intropin) ويعتبرُ الدّواء الأكثر استخداماً في علاج حالاتِ ضغط الدّم المنخفضِ الحادّ.

الاسم العلمي	الدوبامين
تصنيف الدواء	أمراض القلب و الشرايين
الاستخدام الشائع	تدبير حالات الصدمة

مكونات الدوبامين

يحتوي هذا الدّواءُ على مادّة الدوبامين مضافاً إليها حمض الهيدروكلوريك.

العلاقة ما بين الدوبامين والانتِصاب

يحدثُ الانتصاب نتيجة سلسلةٍ معقّدة من الأحداثِ العصبيّة والدّمويّةِ التي تؤدّي في النهايةِ إلى تراكمِ الدّم في القضيب وتحقيقِ الانتصاب المطلوب. إذ يحدثُ تنسيق بين تلك الأحداث، فيتمّ إطلاقُ أكسيد النّتريك الذي يحثّ عضلاتَ القضيب الملساء على الاسترخاء. بينما تتلخّصُ الأحداثُ على المستوى العصبيّ بالتالي: عندما يتمُّ تحفيزُ القضيب بشكلٍ مباشر أو رؤيةِ أمرٍ ما يثيرُ الرّغبة الجنسيّة، يتمّ تنبيه منطقة في الدماغ (Ventral tegmental). ممّا يتسبّب في تحريرِ تلك النّواقل العصبيّة، لا سيّما الدوبامين، الذي يرسلُ إشاراتٍ عصبيّة للقضيب تسبّب استرخاءَ العضلاتِ الملساء فيه، وتعزيز وصولِ الدّم إليه وملء حجراته. كما يعملُ الدوبامين على زيادةِ الرّغبة الجنسيّة التي تعزّز انتصاب القضيب وتزيدُ مدّته.

ومن جهةٍ أخرى، تشير إحدى الدراسات إلى أنَّ الدوبامين يحفّزُ الانتصاب ويثيرُ الرّغبة الجنسيّةَ عند الشّباب، لكن الآليّة الدّقيقة التي يساهمُ بها بحدوث الانتصاب لاتزالُ غير معروفةٍ حتّى الآن. فمن خلال التّجارب والأبحاثِ التي أُجريت على ذكورِ الفئران تبيّن أنَّه يمكن للدوبامين أن يؤدّي لانتصاب القضيب عن طريقِ العمل على الخلايا العصبيّة المولّدة للأوكسيتوسين الموجودة في النّواةِ الوطائيّة المجاورةِ للبطين، أو على النّواة اللاودّيّة العجزيّة المساعِدة في الانتصابِ والموجودة داخلَ النّخاع الشّوكيّ.

إذاً تأثير دواء الدوبامين على الانتصاب إيجابي أم سلبي ؟

بعد أن تحدّثنا عن الدوبامين والانتصاب والعلاقة بينهما سنعرفُ هل تلك العلاقة إيجابيّة أم سلبيّة. في الحقيقةِ يتمّ إفرازُ الدوبامين عندما يفكّرُ الرّجلُ بالجنس، أو يتعرّضُ لمحفزٍ جنسيّ ما، حيث يُساعِد على تحقيق الانتصاب من خلال تحفيزِ استرخاء العضلاتِ الملساء في العضوِ الذّكريّ، وبالتّالي تعزيز تدفّقِ الدّم إليه.

من ناحيةٍ أخرى، يزيد الدوبامين الرّغبةَ الجنسيّةَ عند الرّجال عن طريقِ تحفيز إفراز هرمون التستوستيرون في الدّمِ وهو الهرمون الجنسيّ الرّئيسيّ عند الرّجال، يزيدُ الرّغبةَ الجنسيّة، ويعزّز تدفّقَ الدّم للقضيب ممّا يساهِمُ في تحقيقِ الانتصاب، وإشعال الرّغبةِ أكثر. بالإضافةِ إلى ذلك، بيّنت إحدى الدّراسات حولَ موضوعِ الدوبامين والانتصاب أنَّ لـ محفّزات الدوبامين دوراً في التّخلّصِ من الضّعفِ الجنسيّ عند الرّجال.

إذاً باختصار يمكننا القولُ بأنَّ العلاقة بين الدوبامين والانتصاب إيجابيّة، إذ يساعِدُ على تعزيزِ الانتصاب بعدّة طرق، وإنَّ زيادة الرّغبة الجنسيّة والانتصاب تحفّزُ إفراز المزيدِ من الدوبامين.

ما هي دواعي استخدامُ الدوبامين والانتصاب

كما ذكرنا سابقاً، فالدوبامين عبارةٌ عن ناقلٍ عصبيّ يتمّ إفرازهُ في الدّماغ. قد يُعطى في عدّة حالاتٍ طبّيّةٍ إسعافيّة، إذ أنّه يُقوّي عضلةَ القلب ويحسّنُ تدفّق الدّمِ إلى الكلى. سنذكرُ لكَ أهمّها :

• الفشلُ الكلويّ.
• في حالاتِ الصّدمة.
• نوبة احتشاءٍ قلبيّة حادّة.
• قصورُ القلب الاحتقانيّ.
• انخفاضُ ضغط الدّمِ الحادّ.
• وجود إنتانٍ شديدٍ في الدّم.
• انخفاضٌ مستمرّ في ضغطِ الدّم، لاسيما بعد جراحةِ القلب المفتوح.

والجديرُ بالذّكر أنّه تمّ إجراءُ عدّة أبحاثٍ ودراساتٍ على تأثير استخدامِ مناهضات الدوبامين، أو مقلّداته لعلاجِ ضعف الانتصاب. وتبيّن أنَّ استخدامها سواء بحبوبٍ أسفلَ اللسان، أو بالحقنِ تحت الجلد ساهَمَ إلى حدٍّ كبير في تحقيقِ انتصاب القضيب.

الآثارُ الجانبيّة النّاجمةُ عن الدوبامين والانتصاب

على الرّغمِ من فوائد الدوبامين الكبيرة في تدبيرِ العديد من الحالاتِ الإسعافيّة الخطيرة، إلّا أنَّ ذلك قد يترافقُ في نفس الوقتِ مع آثارٍ سلبيّة. إليكَ أبرزها:

• غثيان.
• إقياء.
• قلق.
• صداع.
• قشعريرة.
• تلفُ الكلى.
• صرخةُ الرّعب.
• ضيقٌ في التّنفس.
• عدم انتظامِ ضربات القلب.

طريقة استخدام الدوبامين الأساسيَّة

بالنّسبة لاستخدامِ الدوبامين في الإسعاف، يتمّ إعطاؤُه بطريقةِ التّسريب الوريديّ بعدَ أن يتمّ تمديده بمحلولٍ وريديّ مثل كلوريد الصّوديوم. يتمّ تسريبه بشكلٍ مستمرّ وبمعدّلٍ محدّد بدقّة، وذلك حسب شدّةِ حالة المريض واستجابته، كما يتمّ تعديلُ الجرعة كلّ نصفِ ساعةٍ بحيث تلائِم وضعَ المريض الصّحّيّ. تختلِفُ الجرعة المستخدمةُ لتدبير حالات الصّدمةِ بشدّةٍ من مريضٍ لآخر، لكن عموماً تتراوحُ من 5- 50 ميكروغرام/ كيلوغرام/ دقيقة. أمّا بالنّسبةِ لـ طريقة استخدام مقلّدات الدوبامين من أجلِ تعزيز الانتصاب، فلا تزالُ الدّراسات قائمةً حول مقلّدات الدوبامين والانتصاب ، ولا يُنصح باستخدامها من دونِ إشراف الطّبيب. مع ذكل، يمكنكَ الحصولُ على الدوبامين بشكلٍ طبيعيّ من خلال تغييرِ نمط الحياة، ومُمارسة بعض النّشاطاتِ التي تحفّز الدّماغ على إفرازه. نذكرُ لكَ منها ما يلي:

• ممارسةُ الرّياضة.
• الإقلاعُ عن التّدخين.
• اتّباع نظامٍ غذائيّ صحّيّ متوازن.
• التّواصلُ والتّحدّث مع الزّوجةِ قبل البدءِ بالجماع.