عندما تفشلُ جميع الحلول في تخليصك من ضعفِ الانتصاب، قد تشعرُ باليأس والإحباط، وربَّما تظنّ بأنَّك لن تحظى بحياة جنسيّةٍ ممتعةٍ بعد الآن، ولكن مع تقدُّم العلم وتطوّره السَّريع أصبح هنالِك أملٌ حقيقيّ في الحصولِ على انتصابٍ صلبٍ، واستعادَة المُتعة الجنسيّة من جديد، وذلكَ من خلال عمليّة جراحيّة بسيطة، تدعى: زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ، حيث تعتبرُ إنجازاً عظيماً في مجال عمليّات الذكورة، فهي آخر حلّ يلجأ إليه الأطبَّاء لمعالجة الضعف الجنسيّ، وذلك بعد استنفاذ كافّة الوسائل العلاجيّة الأخرى؛ تابع معنا للتعرُّف أكثر على هذهِ العمليّة، كيف يتمُّ إجراؤها، وماهي آثارُها الجانبيَّة..
تشريح العضو الذكري
العضو الذّكريُّ أو (القضيب) هو عضوُ التّكاثر عندَ الرّجل، وطريق لخروجِ البول من الجسم. يقَعُ في الأمام عند قاعدةِ الحوض، وينقسم تشريحيّاً إلى منطقتينِ متّصلتين، هما الجسمُ أو الجزء الخارجيّ، والجذرُ الذي يتّصل بجدارِ البطن ولا يظهرُ للخارج. يملكُ القضيب شكلاً أسطوانيّاً، ويتألّف من ثلاثِ أجسام لها شكلٌ مخروطيّ، وهما الجسمينِ الكهفيّين اللذان يمتدّانِ من عظم العانةِ إلى رأسِ القضيب، والجسم الإسفنجيِّ الذي يقعُ بينهُما، يحتوي كلّ من الجسمينِ الكهفيّين حجرات تمتلئُ بالدّم عند إثارةِ الرّجل جنسياً، وهذا ما يسبّبُ انتصاب القضيب؛ وعبر مركزِ الجسم الإسفنجيّ يمرُّ الإحليل، وهوَ القناة التي تنقلُ السّائل المنويّ والبولَ إلى خارجِ الجسم. ينتهي جسم القضيبِ بـ انتفاخٍ أسطوانيّ يُسمّى حشفة القضيب (رأسَ العضو الذّكريِّ).
ما هي زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ؟
زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ، هي عمليّةٌ تمّ ابتكارها حديثاً كـ ملاذ أخيرٍ للرّجال الذين يعانون من مشاكلَ في الانتصاب، وذلكَ بعد فشل الحلولِ الأخرى مثل: الأدويةِ الفمويّة، الحقنُ، أو مضخّات القضيب. تتميّزُ هذه العمليّةُ بـ زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ، وليس داخلهُ كما في العمليّات الأُخرى. ففي هذا الإجراءِ يضع الطّبيب الدّعامةَ حول الجسمينِ الكهفيّين، وذلك بعد إحداثِ شقّ جراحيٍّ في القضيب، وهذا ما يمنح الرّجل انتصاباً طبيعيّاً، يُمكّنه من ممارسة علاقةٍ جنسيّة سليمة.
دواعي القيام بـ زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
يتمّ اللجوء إلى زراعة الدّعامة في الحالاتِ الآتية:
- تليّف شديدٌ في العضوِ الذّكريّ.
- وجود تشوّهات خلقيّة في القضيب.
- الإصابةُ بمرض بيروني (انحناءُ القضيب أو ظهورهِ بطول أقصرَ من الطّبيعيّ عندَ انتصابه).
- بعد فشل جميعِ العلاجات الأخرى في علاج ضعف الانتصاب، مثلَ الأدوية، المضخّة، وزراعةُ الدّعامات الأخرى.
مميّزات زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
هنالِك العديدَ من الميّزاتِ التي تتمتّعُ بها هذه العَمليّة، ومنها:
- لا تسبّب تخرُّب أيّ جزءٍ من القضيب.
- لا تستدعي هذه العمليّة المبيتَ في المستشفى.
- تعتبر علاجاً نهائيّاً لضعف الانتصابِ في الحالاتِ المستعصية.
- مدّةُ الجراحة قصيرةٌ وهذا ما يساعِد في تقليلِ معدّل الإصابةِ بعدوى المسالكِ البوليّة.
النقاط السلبيّة لـ عملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
رغمَ المزايا الكثيرة التي تتمتّعُ بها هذهِ العمليّة، إلّا أنّ هناك بعضَ النّقاط السّلبيّةِ التي قد تظهر عندَ بعض المرضى:
- صغرُ حجم القضيب قليلاً.
- انتصابٌ مستمرّ للقضيب.
- تقنيّة حديثةٌ بحاجة إلى دراسةٍ أكثر.
- قد تتخرّب الدّعامةُ بعد فترةٍ من الزّمن.
- بحاجةٍ إلى متابعة مستمرّةٍ من قبل الطّبيبِ بعد القيامِ بالعمليّة.
من هم الأشخاصُ المرشّحون للقيام بعمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ؟
- المصابون بمرضِ بيروني.
- شابّ فوق سنِّ الثّامنة عشرَ ويعاني من مشاكلَ في الانتصاب.
- الذين جرّبوا مختلفَ أنواع العلاجِ وواجهوا فشلاً تامّاً في حدوث الانتصاب.
- الرّجال الذينَ يعانون من تشوّهاتٍ خلقيّة في القضيبِ تعيق العمليّةَ الجنسيّة.
من هم الأشخاصُ الذين لا يمكنهم إجراء العملية ؟
كما ذكرنا سابقاً، فهذه العمليّة تعتبرُ آخر حلٍّ لـ ضعفِ الانتصاب، ولا يجب اللجوءُ إليها قبل تجربةِ العلاجات الأبسط، كما لا يُنصح الأشخاص المصابينَ بعدوى في المجرى البوليِّ بإجرائِها قبلَ التّخلّص منَ العدوى.
نصائح ما قبل عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
إليك بعض النّصائح التي يمكنكَ اتّباعها قبل الذّهاب إلى العمليّة:
- قم بحلاقة الشَّعر وتنظيفِ المنطقة التَّناسليّة بشكل جيِّد.
- توقَّف عن تناول مميِّعات الدّم مثلَ الأسبرين أو الوارفرين.
- امتنع عن الأكل والشُّرب بعد منتصف اللَّيلة التي تسبقُ الجراحة.
تحضير المريض لإجراء عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
يسألك الطَّبيب عن تاريخك الطِّبيّ، ثمَّ يفحص قضيبكَ والمنطقة المحيطةَ به، وذلك للتّأكُّد من عدم وجود أيَّة مشاكِل، مثلَ عدوى أو التهابات. وبعد ذلكَ يتمّ إعطاؤكَ أدوية وقائيَّة لتقليل خطر الإصابةِ بالعدوى.
كيفية إجراء العملية
بعد انتهاءِ الفريقِ الطّبّيّ من تحضيرِ المريض، يتمّ إدخالَهُ إلى غرفةِ العمليّات، حيث يتمُّ تخدير المريض تخديراً عامّاً أو قطنيّاً، بحسب اختيارِ الطّبيب المتخصّص؛ يقوم بإجراءِ هذه العمليّة جرّاحُ مسالِك بوليّة، ويستخدمُ عدَّة أدوات جراحيَّة مثل: مقصٍّ جراحيّ، ملقط، مبعِّد، مشرط، خيوطاً جراحيّةً وضمّادات صغيرة، وتستغرقُ العملية نصف ساعة تقريباً.
خطوات القيام بالعمل الجراحي
- يستلقي المريضُ على السّرير، ثمّ يتمُّ تخديره.
- يتمّ تركيبُ قسطرة بوليّة لجمعِ البول أثناء العملِ الجراحيّ، وأخرى وريديَّة لإمداد المريض بمضادَّات حيويَّة (لـ منع حدوثِ العدوى).
- يشقّ الجرّاح جلدَ القضيب طوليّاً عند قاعدته.
- ثمّ يقومُ بتوسيع هذا الشّقِّ بواسطةِ مبعّد، لكي يسمحَ بدخول الدّعامة.
- يُدخل الطّرف الأوّل من الدّعامةِ ويضعها بجانب أحد الجسمينِ الكهفيّين.
- بعدَ ذلك، يعدِّل طول الدّعامة المتبقِّي، حيث يتركُ قطعةً من الدّعامة لها نفس طّول القطعة التي تم إدخالها، ثم يزيل الطّولَ الزّائد.
- يُدخل الطّرف الثّاني من الدَّعامة بعد ثنيه، ويضعه بجانبِ الجسم الكهفيِّ الآخر.
- وبذلك تصبح الدّعامةُ بشكل حرفِ U.
- بعدها يقومُ الجرّاح بتعديلِها بحيث يكون الطّرفان متساويانِ في الطّول.
- ثمَّ يجمع طرفيها، ويقومُ بخياطتهما معاً في منتصفِ القضيب.
- قد يكرّرُ هذه الخطوة عدّة مرّاتٍ عند بعض المرضى، للتأكّد من أنَّها ستصبحُ بشكلِ حرف U بدلاً من V.
- أخيراً، يتمّ تثبيت ذراعي الدّعامةِ تحت حشفةِ القضيب باستخدامِ خيوط التَّثبيت.
- حيث يفتحُ الجرّاح شقّاً صغيراً أسفل الحشفة في نهاية الجسمين الكهفيين، وذلكَ للتأكّد من توضّعِ وثبات الدّعامة بشكلٍ سليم.
- وفي النّهايةِ يقوم بتغطية الدّعامةِ باللفافات العضليّة ثمَّ يغلق الشّقوقَ الجراحيّة.
وبذلك تكون العمليَّة الجراحيَّة قد انتهت، سيبقى المريضُ في المشفى حتى يتأكَّد الأطبّاء من أنَّ جسم المريض قد تخلَّص من تأثيرِ المخدّر، وغالباً يتمّ خروجه من المستشفى في اليومِ التّالي.
المناطِق التي تستهدفها زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
تستهدف عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي العضوَ الذّكريّ بشكلٍ رئيسيّ، ولا يتمّ استهدافُ كيس الصَّفن، الإحليل أو غيرهما من الأعضاءِ التّناسليّة.
متى تظهر نتائج العمليّة ؟
غالباً يتمكّنُ المريض من استئناف ممارسة العلاقةِ الجنسيّة بشكلٍ طبيعيّ بعدَ 45 يوماً من العمليّة.
نسبة نجاح العمليّة ؟
بحسب الدّراساتِ التي أُجريت على بعضِ المرضى الذين خضعوا للعمليَّة، تجاوزت نسبة النجاح 90%، وفي بعضِ الحالات النّادرةِ فشلت العمليّة بسببِ عدوى جرثوميَّة شديدة، ممَّا استدعى إزالتها وإعادة العمليّة مرّةً أخرى.
المخاطر والآثار الجانبيّة النّاجمة عن العمليّة
على الرّغمِ من أنّها آمنةٌ إلى حدٍّ كبير، لكن قد ينجمُ عنها بعض الآثارِ السّلبيّة مثل :
- ألم أثناءَ التّبوّل.
- تهيّج جلدِ القضيب.
- انفصالُ أو تفكُّك الدّعامة.
- حدوثُ عدوى في مَجرى البول.
متى أطلب المساعدة الطبيَّة ؟
لحسن الحظِّ فإنّ حدوث اختلاطاتٍ خطيرة نادر عموماً، لكن على أيِّ حال، إذا لاحظتَ أيّاً من العلاماتِ الآتية عليكَ أن تذهبَ إلى المشفى.
- نزيفٌ دمويّ.
- ألم شديدٌ في القضيب.
- تحرُّك الدّعامة من مكانِها.
- الشّعور بألمٍ شديد أثناء الجماع.
نصائح ما بعد عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
هنالِك بعض النّصائحِ البَسيطة التي تساعدكَ في الحصولِ على أفضلِ النّتائج :
- اعتنِ بنظافَة المنطقة التّناسليّة بشكلٍ جيّد لتجنّب حدوثِ عدوى.
- لا تمارِس الجنسَ قبل مرورِ 45 يوماً من العمليّة حتّى يتمُّ التّأكّد من التئام الأنسجةِ بشكلٍ كامل.
- ابتعد عن القيامِ بالأعمال الشّاقّة، رفعُ الأجسام ذات الأوزانٍ الثقيلة، أو ممارسةُ رياضةٍ عنيفة خلال أوَّل أسبوعين بعد العمليَّة.
متوسّط أسعار عملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي في البلدان العربيّة والخارج
تبلُغ تكلفة عمليَّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي حوالي 16.000 دولارٍ أمريكيّ، وفي الإماراتِ 55.000 درهم، بينما تبلغُ تكلفتها في السّعوديَّة 60.000 ريال، وفي مِصر 200.000 جنيه مصريّ، أمَّا في الأردن فيبلغُ سعرها 100.000 دينارٍ أردنيّ تقريباً.
الأسئلة الشائعة حول زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
حاولنا تدوينَ جميع ما يخطرُ في ذهنكَ وإحصاءَ أغلب الأسئلةِ والإجابة عليها قدر الإمكان، وفي حال كان هنالك أيّة استفسارات أخرى لا تتردّد بإخبارنا في التّعليقات، وسيقوم الكادرُ الطبّيُ بالإجابة عليك في أقربِ وقتٍ ممكنٍ.
1. هل هناك أنواعٌ أخرى للدعامة الذّكريّة ؟
نعم، هناك أنواعٌ أخرى للدعامة الذّكريَّة، ولكن تختلفُ عن الدّعامة التي تحدَّثنا عنها، إذ يتمُّ زرعها داخل الجسمِ الكهفيّ وليس خارجَه.
2. هل تؤثّر الدّعامة على القذفِ والنّشوة ؟
لا تؤثّر الدّعامةُ على سرعة القذفِ والنّشوة، بل يستطيع الرَّجل أن يمارسَ الجنس بشكلٍ سليم، مع قذفٍ طبيعيّ.
3. هل تقلِّل زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي من حساسية القضيب ؟
لا تقلّل زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي من حساسيةِ القضيب، حيث يسعى الجرّاحونَ إلى حماية الأعصابِ الحسيّة من الإصابةِ أثناء العملِ الجراحيّ.
المصادر