ما لا تعرفه عن العلاقة بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجال !

هل سئمتَ من معاناتكَ مع قصور القَلب أو تشمُّع الكبد، والوذمات التي قد يتركهَا في جسمكَ ؟. من المؤكّد أنّكَ قد زرتَ طبيبك، لِتجده واصفاً لك أحد الأدوِية مِن فئة المدرَّات، والتي تحوم حولهَا العدِيد من القصص والأقاوِيل فيما يخصّ تأثيراتهَا على قدراتكَ الجّنسِيّة. إذا كانت هذه الحكايات شاغلةً فكرك على الدّوَام، فمن المهم أن تكمِل قراءة هذه المقالَة، والذي سنتحدّث فيها باستِفاضة عن طبيعة العَلاقة بين أحد هذِه المدرّات الذي يُعرَف بـ هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجَال. تابِع معنا…

ما هو هيدروكلوروثيازيد، وسرُّ العَلاقة بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب ؟

تنتمِي مادّة هيدروكلوروثيازيد (Hydrochlorothiazide)، إلى فِئة دوائيَّة تعرَف باسم مدرّات البَول الثيازيديّة، التي تساهِم في تخفيض ضَغط الدّم، وتدبِير بعض أنوَاع الوذمَات. لكن وعلى الرّغم من ميزاتها هذِه، توجد بعض الآرَاء التي تعتقِد بوجود عَلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجال، وهو ما سنعرِف المزِيد عن صحته في الفقَرات التاليِة من موضوعنا لليوم.

يمكنك أن تصادِف أدوِية الهيدروكلوروثيازيد تحت العَديد من الأسمَاء التّجارِيّة. كَمضغوطات أكوازيد (Aquazide) على سبيل المثال، والتي تنتجهَا شركة صن فارما (Sun Pharma) الهنديّة الشّهيرَة.

الاسم العِلمِي	هيدروكلوروثيازيد
تصنِيف الدّواء	مدِرّات البول الثيَازيديّة
الاستخدِام الشّائِع	لتدبير ارتِفاع ضغط الدّم، وبعض أنواع الوذمَات

مكوّنَات أدوِية الهيدروكلوروثيازيد

تعتبر مادّة هيدروكلوروثيازيد بحدّ ذاتهَا، هي المَادّة الفعّالة الأبرَز في العديد من الأدِوية التي تنتمِي إلى فئة المدرّات الثيازيديّة. فهي تعِيق إعادة امتصَاص كلوريد الصّوديوم، ممّا يزيد كلّاً من كمية الصوديوم العابِرة للنبيبات المعوجّة البعِيدة في الكليتين، بالإضافة إلى حجم الماء المُفرَز أيضا.

العَلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب

يتخوَّف العديد من الرّجَال من التأثيرَات السلبيّة لِلمُدرّات على صِحّتهم الجّنسيّة، في ظلّ وجودِ العديد من الآرَاء التي تعتقِد بوجود علاقة ما بين بعض المدرَّات كـ هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجُل. ولذلك فإننّا سنستعين فِي هذه الفقرَة  ببعض الدّراسَات التي قد تساعدنَا في معرفة حَقيقة هذا الارتِباط ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب .

ففي إحدَى الدّراسات التي نُشِرَت في عام 1991، والتي أُجرِيَت لِمعرفة تأثير مدرات البول الثيازيديَّة (حيث ينتمي هيدروكلوروثيازيد إلى هذه الفئة الدّوائيّة)، على جودQة الحَياة لدى مجموعة مِن الرجال الذين يعانون من ارتِفاع ضغط الدّم بشكل طَفيف، والذين تتراوَح أعمارهم ما بين 35 و70 عاماً. وجد الباحِثون أن المَرضى الذين كانوا يتناولُون هذه المدرّات قد أبلغوا عن وجُود عجزٍ جنسِيّ يشمل صعوبَة القَذف، انخِفاض الرغبة الجنسية، وصعوبَة الحصول على الانتِصاب والحفَاظ عليهِ أيضا.

وفي إحدَى الدّراسات الأخرَى التي نُشرَت في عام 1995، والتي أجرِيَت بهدف التحقُّق من صحّة الفرضِية التي تفيد بأن مدرّ الهيدروكلوروثيازيد يستنزِف الزنك من الجّسم لِيسبِّب بذلك العَجز الجّنسي. تضمّنت هذه الدّراسَة التي قد تساعدنا في معرفة طبيعة العَلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب مجموعتين من المشاركِين، تحوِي الأولَى 39 رجلاً في منتصَف العمر، ويعانُون من ارتِفاع ضغط الدّم. كما أنّهم يتناولون الهيدروكلوروثيازيد بِجرعات تتراوَح ما بين 25 و 50 ملغ في اليَوم، ولِمدة ستة أشهر على الأقلّ. أمّا الأخرَى فقد شملَت 27 رجلاً في منتصَف العمر، والضّغط الدّموي لديهم طَبيعي، كما أنّهم لا يخضَعون لِعلاجٍ دوائِي.

قد وجَد الباحثون أن لدى المَجموعة الأولى نِسبة أعلى من العَجز الجّنسِي، إذا ما قورنَت مَع المجموعة الأخرَى. كما وجدوا أيضا أنّ استخدَام الهيدروكلوروثيازيد قد أثّر سلباً عَلى مستويات الزّنك فِي الدّم لدَى قرابةِ عشرين مريضَاً. وفي الخِتام خلصت تلك الدّراسة إلى أنّ مستويات الزّنك المنخَفضة هذِه، قد تكون ذات صِلة بالعجز الجّنسي. إلّا أنّ دور الزّنك في الآليّة المَرَضيّة لِهذا العجز ما زال موضِع خِلاف.

إذاً؛ هَل ستنعكس العَلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب على الوَظيفة الجّنسيّة، سَلباً أم إيجاباً ؟

يبدو مِن خلال الدّراسَات التي استعنّا بها في الفقَرة السّابقة، أنّ الوَظيفة الجنسيّة والانتِصاب قد يتأثّرا سلباً. لكن وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ الأمر مَا زال بِحاجة إلى مزيدٍ من الدّراسات العِلميّة الحديثة والموثوقة لإيضَاح طبيعة العَلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب ومدى تأثيرهَا على الحَياة الزّوجيّة.

دواعِي استخدَام هيدروكلوروثيازيد

بعد أن تعلّمنَا في الفقرات السّابقة المزِيد عن حَقيقة العلاقة ما بين هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجل، سنتعرّف الآن على بعض مِن أبرَز دواعِي استخَدام أدوية هيدروكلوروثيازيد. والتي قد يصفهَا الطّبيب وحيدةً أو إلى جانِب أدوية أخرَى بغية عِلاج ارتفاع الضّغط الدّموِي. بالإضافة إلى عِلاج الوذمات الناتِجة عن تشمّع الكبد، قصور القَلب، المشاكِل الكلوية، أو تناول بعض أنوَاع الأدوِية كالكورتيكوستيرويدات أو الاستروجين.

التأثيرَات الجّانبيَّة لهيدروكلوروثيازيد

كأي دواءٍ آخر، قد يَحمل العِلاج بأدوية الهيدروكلوروثيازيد معه، العَديد من التأثيرَات الجّانبيّة. وفيما يلي إليكَ بعضاً من أبرزها، وذلك على سبيل المثال لا الحَصر:

• الدّوخَة.
• الصّدَاع.
• الضّعف.
• الإسهَال.
• تشنُّجات عَضَلية.
• ضعف الانتِصاب.
• تنمِيل في اليدين، القَدمين والسَّاقين.
• انخِفاض ضغط الدّم، وبشكلٍ خاصّ عند الوقُوف.

طريقة استخدَام أدوية هيدروكلوروثيازيد

قبل أن ننهِي موضوعنا لِليوم، والذي خصّصناه لِلحديث عن طَبيعة العَلاقة بين الأدوية الحَاوية على مادّة هيدروكلوروثيازيد والانتصاب عند الرّجَال. سنتعرّف على طريقة استخدامهَا، والتي قد تختلِف قليلاً ما بين دواء وآخر. (مع التنوِيه إلى ضرورةِ الالتزام بما يمليهِ عليكَ طبيبكَ فيما يخصُّ الجّرعَة، طريقة الاستخدام وغير ذلِك). فعلى سبيل المثال، بالنّسبة لمضغوطات أكوازيد (Aquazide)، قد يصفهَا الطّبيب على الشّكل التّالي:

• لتدبِير الوذمات عند البَالغين:

قد تتراوَح الجّرعة المُقترحَة ما بين 25 و10 ملغ في اليوم، وبجرعَة وحيدة أو مقسّمة على أكثر مِن جزء.

• لِتدبير ارتفاع الضّغط الدّموي عند البالغين:

قد تتراوَح الجّرعة المقترحة ما بين 25 و50 ملغ يوميّاً، بجرعَة واحِدة أو مقسّمة على جرعتَين. وعادةً ما تكون الجّرعَة البدئِية 25 ملغ، والجّرعَة القصوى 50 ملغ في اليَوم.

ويتمّ ابتِلاع هذه المضغوطَات الدّوائيّة عن طرِيق الفَم، مع شرب كمّيَّة كافِية من المَاء.