هل تستخدِم أدوية عِلاج ارتفَاع ضَغط الدَّم بشكلٍ يوميّ، وتشعر بالقلق المستمرّ خشية أن تؤثّر هذه الأدوِيَة على جريَان الدّم إلى العضو الذّكَرِي، وبشكلٍ يؤثر سلباً على قدراتِكَ الجّنسِيّة؟. إن كنتَ تقفُ حائِراً أمام متابعةِ علاجكَ خوفاً من هذه التّأثيرات السّلبيَّة، فقد يفيدكَ موضوعنَا لِليوم، والذي سنتعرَّف فيه على أحَد هذه الأدوِية الشَّهيرَة والذي يُعرَف باسم نورفاسك. كما سنتبيَّن مدَى صحّة المزاعِم التي تتحدَّث عن وجودِ علاقةٍ ما بين دواء نورفاسك والانتصاب ، تابِع معنا…
مَا هو دواءُ نورفاسك، و سرُّ العلاقةِ بين دواء نورفاسك والانتصاب ؟
إنَّ مَضغُوطات نورفاسك NORVASC، هي أحَد المنتجَات الدّوائيّة البَارِزة التي تصنعُهَا شركة فايزر الأمريكِيّة. حيث تعتبَر مادّة املودِبين بسيلات، التي تنتَمي إلى مجموعة دوائيّة تعرَف باسم حاصِرات قنوات الكَالسيوم مَديدة التّأثِير، إحدى أبرَز المواد الفَعّالة الدّاخِلة في تركيبتهَا. وهي تستخدَم بشكلٍ رئيسيّ بهدف تَدبير بعض أشكال خنّاق الصَّدر (الذبحة الصّدريّة)، بالإضَافة إلى مرَض ارتفاع الضّغط الدّموِي، وذلِك عبر توسيعهَا للأوعية الدّموية وتحسينهَا لِجريان الدّم عبرهَا. إلّا أّنَّ بعض الأقاويل تتحدّث عَن وجودِ علاقةٍ بين دواء نورفاسك والانتصاب أيضا، وهو ما سنتعمَّق في دراستهِ في الفقرَات التّالية من موضوعِنا لِليوم.
| الاسم العِلمِي | املودِبين بسيلات (Amlodipine Besylate) |
| تصنِيف الدّواء | حاصِرات قنوات الكَالسيوم مديدة التّأثِير |
| الاستخدَام الشّائع | تدبير ارتِفاع ضَغط الدّم وبعض أشكَال خنّاق الصَّدر |
مكوّنَات دواء نورفاسك
قبل أن نتحدَّث عن العَلاقة بين دواء نورفاسك والانتصاب ، سنتعرَّف علَى المادّة الفعّالة الرّئيسيّة في تركِيبه وهِي مَادّة أملودِبين بسيلات. التي ترخِي العَضلات المَلساء في جدرَان الأوعية الدّمويّة، لتقلّل بِذلِك من المقاوَمة الوعَائية المحيطيّة وتخفض أيضا من مستويَات ضَغط الدَّم.
العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب
يعتقِد العَديد من الأشخاص بوجُود علاقَة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب. وذلك نتيجةً لانتِشار العَديد من الأقَاويل التي تتحدَّث عن التّأثيرات السّلبيَّة لِلأدوية الخافِضة لضَغط الدَّم على الصّحَّة الجّنسِيّة. فلذلك، إن كنتَ متخوّفاً مِن هذه التّأثيرات السّلبيَّة، وترغَب بمعرفة المَزيد عن العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب فَمِن المهم أن تعرِف ما يَلي:
- خلصَت إحدَى الدّراسَات التي نُشِرَت في عام 2006، إلى أنّ خَطر ضعف الانتِصاب كان أعلَى لدى الرّجال الذين يستخدمُون مثبّطات قنوات الكالسيوم. (حيث تنتمِي المادّة الفعّالة في دَواء نورفاسك إلى هذِه المجمُوعة الدّوائيَّة).
- كما قَد وجدت إحدَى الدّراسات الأخرَى التي نشِرَت في عام 2015، والتي أجرِيَت على الجّرذان، أن الاستعمَال المطوَّل للأملودبين (وهي المادّة الفعّالة في حبُوب نورفاسك)، قد أثَّر سلباً عَلى الوظِيفة الجّنسيَّة لديهم.
- وبالإضَافة إلى ذلِك، توصّلت إحدى الدّرَاسات الحدِيثة التي نُشِرَت في عام 2020، والتي درسَت تأثير بعض الأدوِية الخافضَة لِلضغط على الوظيفة الجّنسية لِلمرضى الذكور البالِغين المُصَابين بارتِفاع الضّغط الدّموي. إلى أنَّ حاصِرات قنوات الكَالسيوم كانت مَسؤولة عن أعلَى نسب العَجز الجّنسي بين تلك الأدوِية.
- ناهيكَ عن إحدى التّجارِب التي أجرِيَت على الجّرذان أيضا، بين عامَي 2007 و 2008. والتي لاحَظ الباحِثون خلالها انخِفاض كلّ من وَزن الخصية المُطلَق ومستوَى هرمُون التستوستِيرون في الدَّم لدى الجّرذان الذين تعرَّضوا للأملودبين.
إذاً هل سيتأثَّر الانتِصاب سلباً أم إيجاباً نتيجَة العلاقة ما بَين دواء نورفاسك والانتصاب ؟
على الرّغم من النّتائِج التي توصَّلت إليهَا الدّراسَات السَّابقة فيما يخصُّ العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب ، وبما أنَّ ارتفاع ضَغط الدّم، يعتبَر أحد الأسبَاب البارِزة لِمشكلة ضعف الانتِصاب. يعتقِد بعض الأطبَّاء أنّ استخدَام الأدوية الخافِضة لضغط الدّم عند الرّجَال، قَد يخفِّض من حدّةِ ضعف الانتِصاب لديهم.
وبالإضَافة إلى ذلك، وجدَت إحدى الدّراسات التي نُشِرَت في عام 2007، أنّ تأثير الأملودبين (وهي المادّة الفعَّالة في حبوبِ نورفاسك) كان حياديّاً فيما يتعلّق بالوظِيفة الجنسيّة والانتِصاب.
فمِمّا سبق يظهر جليّاً أنّ البيانَات المتاحة حاليّاً، ليسَت كافِية لاستخلَاص استنتاجَات نهائيّة فيما يخصُّ العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب ، وهو ما يفسّر ضَرورة الاستِعانة بطبيبك الذي سيرشِدكَ إلى العِلاج الأمثَل لحالتكَ.
دواعِي استخدام دواء نورفاسك
بعد أن تعرَّفنا على طبيعة العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتِصاب ، سنتعرَّف على أشهَر دواعِي استخدامه. فقَد يصِف الطّبيب هذا الدَّواء بِمفرده أو مترافِقاً مع أدويةٍ أخرَى. لِلبالغين أو حتّى بعض الأطفَال، وذلك بغية المسَاهَمة في تدبِير :
- ارتِفاع الضَّغط الدّموي.
- داء الشّريان التّاجِي (خنّاق الصَّدر المستَقِر، خنّاق برنزميتال، أو داء الشّريان التّاجِي المُثبَت حَديثاً بتصوِير الأوعِية في المرضَى الذين لا يعانُون من قصُور القَلب أو من كسر قذفي نسبتهُ أقَل 40%).
الآثَار الجّانبيَّة لحبوب نورفاسك
بالإضافة إلى التّاثِيرات التي قد تراهَا نتيجةً لِلعَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب، من المحتمَل أن تصادِف عدداً من التّأثيرات الجّانبيَّة الأخرَى. وفيما يلي البعض منها :
- الدّوخَة.
- خفقَان القَلب.
- احمِرار الوَجه.
- اضطِراب نظم القَلب.
- الغَثيَان أو آلام المعدة.
- النُّعاس الشَّديد أو التَّعب.
- تورُّم الكَاحلين أو السَّاقين.
- الرُّعاش، صَلابَة العضلات، أو اضطِراب حركتهَا.
- التعرُّض لِنوبة قلبية أو ازدِياد الذّبحة الصَّدريَّة سوءاً (في هذه الحَالة يجب طلَب الإسعَاف على الفور).
طريقة استخدَام حبوب نورفاسك
في ختامِ موضوعنَا الذي اطّلعنَا من خلاله عن ماهية العَلاقة ما بين دواء نورفاسك والانتصاب ، سننتقِل لِلحديث عن طَريقة استخدامِه المعتادَة، مع التّنويه إلى ضرُورة التزامِكَ بتعليمات طَبيبك فيما يخُصُّ كلّاً من الجُّرعة وطَريقة الاستخدام المثلَى لِحالتك.
فعادةً ما يطلُب الطّبيب تناول هذا الدّواء مرّة واحِدة في اليَوم، مع الطَّعام أو بدونه. كما أنّه قد يحدّد الجُّرعة المناسِبة لِلبالغين كما يلي:
- لِتَدبير داء الشّريان التَّاجِي، تتراوَح الجّرعة ما بين 5 إلى 10 ملغ، ولِمرَّة واحِدة يومياً.
- ولِتدبير خنّاق الصَّدر المُستقِر المزمِن أو الخنّاق التشنُّجي (برنزميتال)، تتراوَح الجّرعة ما بين 5 إلى 10 ملغ عادةً. وبِجرعة أقَل لِكبار السّن ومَرضَى قصور الكبد.
- أمّا لِتدبير ارتِفاع الضَّغط الدّموي، فبِجرعَة بدئيّة عن طرِيق الفَم قدرهَا 5 ملغ ولِمرة واحدة يومياً. أما الجّرعة القصوَى فهي 10 ملغ ولِمرة واحدة يومياً. كما قد يخفض الطّبيب الجّرعة البدئِيّة إلى 2.5 ملغ عند المَرضى الضُّعفاء كالصّغَار، المسنّين، أو مرضَى قصور الكبد.
وبالنسبة لارتفاع الضَّغط الدّموِي عند الاطفَال بأعمارٍ ما بين 6 وحتى 17 عاماً، فعادةً ما تتراوَح الجُّرعة الفَمويّة الفعَّالة ما بين 2.5 ملغ وحتّى 5 ملغ عادةَ.